النهوض بمحصول الزيتون
الزيتون من المحاصيل الاقتصادية التى تعتبر ركيزة من ركائز الاقتصاد المصرى لذا يجب علينا النهوض به والعمل على زيادة المساحة المنزرعة به فى مصرنا الحبيبة حتى تكون من الدول ذات الصدارة فى هذا المجال حيث تتوفر لدينا عوامل الانتاج الرئيسية التى لا تتوافر فى كثير من البلدان الاخرى . كما يجب علينا فى ظل الوضع الراهن الذى تمر به مصر ان ننهض بجميع المحاصيل بكل انواعها . مع العناية بعمل دورات تدريبية مكثفه فى كل مجال على حده والاستعانة بالخبراء المصريين فى كل مجال لأن مصر تمتلك خبرات فى كل المحاصيل لا يستهان بها .
وموضوع اليوم يخص محصول الزيتون وماهية العوامل الهامة لعملية الانتاج .
أولا : التقليم :-
هو أحد العوامل الهامة فى تنظيم انتاج الاشجار حيث ان تقليم اى كمية من الخشب الموجود على الشجرة يكون له مردود ايجابى على النمو الخضرى الذى يلعب دورا هاما محددا لعملية الانتاج إذ ان وجود نسبة عالية من الخشب على الشجرة يكون بمثابة عبء ثقيل يستنزف كمية عالية من المواد الغذائية المؤهلة للانتاج . فى هذه الحالة عند ترك الاخشاب بكمية غير عادية نكون قد قمنا بعمل غابة خشبية وليس حقلا للانتاج الزراعى . وحيث تميل الاشجار بطبيعتها الى تكوين الخشب فقد انتهج الزراعيين القدامى عملية التقليم.
وقديما عندما وجد ان نزول الحيوانات الى زراعات العنب البرية قد ادى الى زيادة المحصول بكثرة فى العام التالى بدأ المزارعون فى تنفيذ هذه العملية الفنية الى ان وصلوا الى خبرات عالية فى هذا المجال وقد قام الزراعيون بتعميم هذه العملية فى جميع اشجار الفاكهة والموالح بما فيها الزيتون .
من مميزات شجرة الزيتون أنها من الاشجار المعمرة لذلك عند ازالة الخشب القديم من على الاشجار ينتج مكانه خشب حديث مما يساعد على النمو الخضرى للاشجار بالتوازى مع النمو الخشبى مما يتيح لنا الحد من ظاهرة المعاومة ( تبادل الحمل ) فى الزيتون ذات الأثر الفعال والكبير .
تم تنفيذ التجربة التالية فى هذا العام حيث كان مردود الاشجار من الازهار والنمو الخضرى كبيرا بما يعوض ما ازيل من الخشب القديم وما عليه من النموات الخضرية . حيث تم تقليم نصف او ثلث او ربع اخشاب الشجرة فى بعض الاشجار وتبين الاتى :
– الجزء الاوسط من الشجرة الذى كان لا يثمر قبل ذلك اصبح قادرا على الازهار .
– بدأت نموات فترة الربيع فى الاستطالة حيث بدأت بنموات جديدة على الخشب القديم عمر سنة واثنين وثلاث سوف تحمل الثمار فى العام القادم .
– ادى تقليم الخشب القديم الى تقليل الرى والتسميد عن العام السابق بما يوازى الثلث .
– ادى التقليم الى تحسين التهوية ودخول الهواء والشمس الى قلب الشجرة مما يقلل من اصابة الشجرة بالأفات الحشرية التى تصيب المجموع الخضرى والثمار.
– ادى دخول الشمس الى خصوبة معظم الافرع وزيادة المحصول فى العام التالى .
– ادت هذه العملية الى الحد من ظاهرة المعاومة فى الزيتون مما يجعل هناك تواصل فى الانتاج ونظرا لأن هذه الظاهرة صفة وراثية فلا يمكن القضاء عليها تماما لكن بمقدورنا ان نحد منها عن طريق عدة عمليات سوف نوردها فيما بعد عملية التقليم .
– فى العام الذى يكون فيه الانتاج عاليا يجب ان نزيد من عملية التقليم أما فى حالة العام ذو الحمل الخفيف فيجرى تقليم بسيط عن طريق إزالة الأفرع الجافة والأفرع الملامسة للأرض .
ثانياً: عملية التسميد"رشا":-
– رش اليوريا خالية البيوريت :-
هذه العملية مهمة جدا لجميع الاشجار شتاءاً والزيتون على وجه الخصوص حيث يؤدى الرش شتاءا الى صدمة للنبات تجعله يتحفز للنمو وبما ان الازوت سريع الامتصاص عن طريق الاوراق فإن ذلك يدفع المجموع الجذرى الى النشاط مبكرا وبالتالى يندفع النبات الى تكوين نموات جديدة وتنشيط البراعم الموجودة فى إبط الاوراق .
– رش المخصبات :-
يتم الرش فى اواخر شهر يناير لتخصب العيون الابطية بمركب N.P.K عالى الفوسفور وليكن 10-50-10 ويفضل ان يكون البوتاسيوم الداخل فى تركيب المركب فى صورة نترات البوتاسيوم او سترات البوتاسيوم فى هذه المرحلة عن طريق الازوت يكون عاملا هاما لعملية الازهار .
ويفضل ان يكون البوتاسيوم فى الصورة النتراتية لدفع النبات الى التزهير وبالتالى زيادة الانتاج ( حيث يقوم ايون السترات بقتل بعض البلاستيدات الخضراء ) .
البورون :-
يلعب عنصر البورون دورا هاما فى النبات حيث يقوم بدور المايسترو فى توزيع العناصر داخل النبات حيث ان رقمه الجزئى صغير جدا وبالتالى فهو سريع الحركة . كما يلعب البورون دورا هاما فى توزيع عنصر البوتاسيوم على قمم النبات الجديدة مما يزيد من نموها وايضا يدخل فى تقوية جدار مبيض الزهرة واطالة انبوبة اللقاح اثناء حدوث عملية التلقيح كما يزيد من فترة تفتح الزهرة وبالتالى زيادة نجاح عملية التلقيح .
الزنك :-
من العناصر الصغرى الهامة فى النبات حيث يدخل فى بناء الخلايا النباتية وزيادة نجاح التلقيح كما يؤدى الى استطالة السلاميات فى الزيتون وبذلك تزداد المسافات بين الاوراق مما يؤدى الى وجود مسافات بينية كبيرة بين الثمار فلا يحدث احتكاك بين الثمار وبعضها حيث يؤدى ذلك الى تساقطها او حدوث تشوهات و جروح بها مما يقلل القيمة الاقتصادية لها .
ثالثا : عملية التسميد "ارضيا" :-
النيتروجين :-
ينبغى اعطاء سماد اليوريا 46,5% ارضيا مع مياه الرى من خلال الخراطيم والنفاطات بما يتماشى مع عمر النبات (من ستة الى عشره وحدات ازوت) لإحداث صدمة للجذور كى تنشط مع مراعاة عدم زيادة سماد اليوريا لأنه ضار مع انواع التربة المصرية وبخاصة التربة الصحراوية لزيادة القلوية اذ يجب ان تعطى الكمية المضافة على دفعتين او ثلاثة او اربعة حتى بلوغ عدد وحدات الازوت المطلوبة .
الفوسفور :-
احد العناصر الهامة حيث يعمل على تنشيط المجموع الجذرى وبالتالى زيادة امتصاص اليوريا فى هذه المرحلة كما انه عامل مؤثر فى عملية التزهير والخصوبة فى النبات لذا يفضل اعطاء 10 وحدات فوسفور فى هذه الفترة لتكون دافعا قويا للنبات للتزهير والتخصيب .
البوتاسيوم :-
من العناصر الهامة فى فترة ما قبل التزهير حيث ان وجود عنصر الفوسفور فى هذه الفترة له دور كبير فى تحريك عنصر البوتاسيوم من التربة الى الجذور وبالتالى توزيعه فى النبات بمساعدة البورون الذى تم رشه فى هذه الفترة كما يلعب البوتاسيوم دور هام فى عملية بناء جدر الخلايا وتثبيت الازهار .
رابعا : المبيدات الحشرية :-
من الضرورى القيام برش مبيد حشرى مناسب فى بداية شهر فبراير حيث ان هذه الفترة من عمر النبات فترة حساسة جدا فهى بداية خروج الازهار فى اصناف العجيزى والمنزانيللو وفى نفس الوقت هى فترة انتشار الحشرة القطنية التى تبدأ النشاط بعمل نسيج حول الشماريخ الزهرية اثناء خروج الازهار وتفتحها . تبدأ الحشرة بالتغذية على هذه العناقيد الزهرية وبذلك نرى وجود شماريخ زهرية خالية تماما من الازهار والعقد وتتساقط الثمار الصغيرة إن تكونت .
الحشرة الاخرى الضارة التى تخرج فى نفس التوقيت هى دودة ازهار الزيتون وهى تصيب الزيتون فى مرحلة ما قبل تفتح الازهار حيث انها حشرة ضعيفة جدا ولا ترى بالعين المجردة . تقوم اليرقة بثقب الزهرة قبل التفتح وتدخل الى الداخل وتقوم بأكل المبايض . تتفتح الزهرة ايضا بدون اعضاء التلقيح مما ينتج عنه ازهار بدون عقد وبالتالى قلة المحصول فى الزيتون .
لذا لابد من رش اى مبيد حشرى مناسب فى شهر فبراير للقضاء على هذين النوعين من الحشرات الضارة للحفاظ على الازهار وزيادة الانتاج . وعند خروج الازهار يجب على القائم على بساتين الزيتون المرور الدورى لملاحظة الاصابة ان وجدت لمراقبة كفاءة الرش حيث يقوم برش اماكن الاصابة فقط للحد من الاصابة وعدم انتشارها فى الحقل .
الرى:-
لابد من تنظيم عملية الرى فمن المعتاد فى هذه الفترة ان كثير من مزارعى الزيتون يقومون بمنع الماء عن الاشجار فى هذه الفترة او تقليل كميته . وإبتداء من شهر فبراير لا بد من زيادة المياه لأن قلة المياه فى هذه الفترة تؤدى الى عدم خروج الازهار .
فقد تبين من خلال التجارب التى اجريت على اشجار الزيتون ان الاشجار التى عانت من قلة مياه الرى لم تزهر جيدا بل ازهرت بصورة ضعيفة جدا وكانت الازهار تتساقط بعد ذلك .
اما الاشجار التى اعطيت كمية المياه اللازمة فى هذه الفترة كانت كثيرة التزهير وبها ازهار قوية ونسبة العقد بها عالية لذلك لابد ان لا نهمل عملية الرى فى هذه الفترة الحساسة من عمر النبات حتى تصل شجرة الزيتون من خلال توفير جميع عوامل الانتاج للانتاج العالمى والانتاج الامثل لشجرة الزيتون .